السنة الأمازيغية

السنة الأمازيغية :


رأس السنة الأمازيغية أو ما يسمى لدى الأمازيغ سكان شمال افريقيا بإيض ن إناير أو ليلة 1 يناير الموافق ل 13جونفيي،


يناير هو أحد الشهور الأمازيغية، فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثالت عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2971 السنة 2021 الميلادية.


لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قبيلة إلى أخرى، و  حتى بعض القبائل المعربة ما تزال تحتفل بالسنة الأمازيغية. وتعد أكلة أوركيمن والكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين أمازيغ ومسعربين، بل حتى إن المغاربة يتناولون الكسكس في يوم الجمعة كعادة لديهم.




أصل التسمية:


يناير هو كلمة مركبة من “ين” وتعني واحد و”ير” وتعني الشهر الأول، وبالأمازيغية “يناير” هي “إخف أوسقاس”، والمقصود بها كذلك أول شهر في الرزنامة الفلاحية للبربر الأمازيغ.




أصول الاحتفال:


يحتفل بشهر ينّار أو يَنَّاير في أنحاء وبلدان مختلفة من بلدان شمال إفريقيا ، وفي مالي والساحل بالإضافة إلى نيجيريا. ويرجع أصل وتاريخ رأس السنة الأمازيغية، في التراث الشعبي المغاربي بأسطورة العجوز التي تحدّت شهر يناير في حين تروي أسطورة أخرى، أن سكان شمال افريقيا الأصليين يحتفلون به تفاؤلا بموسم فلاحي وافر، فيما جاء في أسطورة ثالثة ، حسب عدد من المؤرخين في بلدان المغرب، وهي انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر.




اسطورة العجوز:


حسب المعتقدات الأمازيغية استهانت امرأة عجوز بقوى الطبيعة واغترت بنفسها فصارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية، إلى قوتها ولم تشكر الألهة، فتحدّت ينّاير أشد فصول الشتاء برودة في شمال افريقيا (تمازغا) بالخروج مع عنزاتها الصغيرات لطهي طعامها خارج البيت، في عزّ برده وصقيعه فغضب ينّاير لهذا الأمر فطلب من فورار (شهر فبراير) أن يقرضه ليلة ونهارا حتى يعاقب العجوز على غرورها، فكان له ذلك، فجمّد العجوز وعنزاتها حيث يُقال أنه توجد بمنطقة جرجرة في الجزائر صخرة تدعى ”صخرة العجوز والعنزات” حيث بالنظر إلى تلك الصخرة الضخمة يمكن أن نلاحظ عجوزا تحلب معزاتها، وبقربها بعض صغار الماعز. وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي في هذا اليوم مخافة عاصفة شديدة.




التقويم الفلاحي :


يستند الأمازيغ في تقويم يناير إلى ما يسمى بالتقويم الفلاحي الذي يتبعه الفلاحون في زراعاتهم لضبط السقي والغرس، إذ يشكل يناير نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر، وتتزامن السنة الأمازيغية الجديدة أيضا مع نفاذ مخزون المؤونة التي يحتفظ بها الفلاحون تحسبا لفصل الشتاء، وتسمى محليا "العولة"





الملك شيشنق وبداية التقويم الأمازيغي :


في سنة 950 قبل الميلاد، انتصرت إرادة الشعب الأمازيغي عندما نجح الملك الأمازيغي "شيشناق" في معركة دارت وقائعها على ضفاف نهر النيل على الفراعنة بقيادة الملك "(رامسيس الثاني)"، وبالتالي تولى الأمازيغ سدة الحكم في تلك المنطقة من ثامزغا. يقول الباحث الأمازيغي حارش الهادي إن “ارتباط الاحتفال بالملك الأمازيغي شيشناق هي عملية رمزية فقط، فمختلف الدول تحسب تقويمها بداية من تاريخ معين، فمثلا بدأ المسلمون تقويمهم من يوم هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، بينما ينطلق تاريخ المسيحيين من يوم ميلاد النبي عيسى عليه السلام. ولفت الهادي إلى أنه تقرر في اجتماع الأكاديمية البربرية سنة 1962 بدء التقويم الأمازيغي من عام 950م، وهو تاريخ اعتلاء شيشناق عرش مصر بتأسيسه الأسرة الـ22 الأمازيغية.





مظاهر الإحتفال:

 

مظاهر الاحتفال ببداية السنة الأمازيغية كثيرة ومتنوعة كل حسب عاداته وتقاليده، حيث يأخذ الاحتفال نكهة خاصة لدى أمازيغ الجزائر والبلدان المغاربية الأخرى، ويتم إحياؤها بطقوس مميزة وعادات تعكس تقاليد وهوية الأمازيغ .

يضع الرجال عصيا طويلة من القصب في المزارع والحقول في بعض المناطق حتى تكون غلال السنة الفلاحية الجديدة جيدة وتنمو بسرعة، فيما الأطفال يقطفون الزهور والورود عند مداخل المنازل، ويرتدون ملابس جديدة ويحلق الصغار رؤوسهم.

يستمر السهر على رقصات أحواش وأنغام الروايس، وفي اليوم الأول من السنة الأمازيغية تحمل النساء قليلا من "تاكلا" أو "بركوكش" غير مملح إلى مكان خارج القرية، ينصرفن دون أن يتكلمن بعد وضعه في مكان معلوم وتسمى هذه العملية "أصيفض" أي إعطاء الجن نصيبه من الطعام، قبل أن يُضاف إليه الملح.

في الصباح الموالي، تقوم النساء وفتيات القبيلة بما يسمى "أزكوزيو أسگاس"، أي تخضير السنة. وقد تجتمع النساء لوحدهن والفتيات لوحدهن ويذهبن إلى الحقول في ضواحي القرية حيث الربيع الأخضر، ويحملن على ظهورهن سلات "أزكيون"، ويجمعن مختلف الأعشاب من "أكلاس" الذي هو ربيع الشعير أو "تيفراضين"، أي عسف النخيل، والمراد بهذه العملية افتتاح السنة الأمازيغية الجديدة بلون أخضر لون الخصوبة والطبيعة والسلام.

يحرص سكان منطقة القبائل في الجزائر على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء يذبحها كبير العائلة من الرجال، وتحضر النساء العشاء الذي يحضره جميع أفراد العائلة وسط أجواء من الفرح والغناء ويضعون الحناء للأطفال، ويعتبرون هذه الطقوس فأل يقيهم من الحسد والعين،

وفي مناطق اخرى كالشرق الجزائري مثلا فالاحتفال برأس السنة الأمازيغية يختلف عن باقي المناطق، حيث يقوم سكان الأوراس بتغيير الموقد التقليدي المتكون من الأحجار والرمال التي يطهى عليها الأكل، وبعد العشاء تقوم العائلات بتنظيم سهرة خاصة بحضور التراز والفول السوداني والشاي على الطاولة.

ويتمثل التقليد الأكثر شيوعا في إراقة دم حيوان ومن المفضل أن يكون ديك بلدي، 

تختلف الإحتفالات من منطقة الى اخرى كل منطقة أبدعت تقاليدها الخاصة للأحتفال بإيض نيناير ويبقى الفرح والإحتفال وإحياء هذه الذكرى أهم ما في الأمر .






Amazigh year


Post a Comment

أترك لنا رأيك في التعليقات

أحدث أقدم