إطلالات على تاريخ الإمبراطورية المغربية _ Moroccan Empire

إطلالات على تاريخ الإمبراطورية المغربية:

اليوم سوف نستحضر واقعة أقليش ، أو واقعة الكونتات السبعة:


الموريون


تعتبر معركة أقليش من معارك المغرب الأمازيغي الإسلامي الكبرى في الأندلس، انتصرت فيها جيوش الإمبراطورية المغربية إبان حكم علي بن يوسف بن تشافين على القوات الأوروبية بزعامة الكونت سانشو ...

تعد معركة أقليش واحدة من ملاحم المغرب الكبرى في الأندلس، ولكنها لم تنل نفس شهرة معركة الزلاقة أو الأرك وإن كانت لا تقل عنهما في ملاحمها ..




فصول المعركة :

بدأت فصول المعركة مع انتشار خبر مرض قائد الإمبراطورية المغربية يوسف بن تاشفين وأن حالته الصحية سيئة قد يموت قريبا، وهذا الأمر شجع الإسبان  وملكهم ألفونسو السادس على استئناف غاراتهم التخريبية على الأراضي التى كانت تحت إشراف الإمبراطورية المغربية، وكان الملك العجوز يضطرم برغبة عارمة للإنتقام من هزيمته المذلة في الزلاقة قبل حوالي عشرين سنة، فجمع جيشا بدعم البابا نفسه، فهاجموا أحواز إشبيلية سنة 499هـ وعاثوا فيها فسادًا واستولوا على كثير من الأسرى والغنائم، وانشغل المغاربة عنهم بوفاة أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين ..




قادة المعركة ..

وبعد وفاة الأمير يوسف بن تاشفين سنة 500هـ تولى مكانه ابنه الأمير علي بن يوسف الذي سار على خطى الأسلاف والحكومات التي توالت في حكم الإمبراطورية المغربية، وقرر تأديب الإوروبيين وكسر شوكتهم حتى لا يعتقدو أن نجم الدولة المغربية قد أفل، فأصدر أوامره لأخيه الأمير تميم قائد الجيوش المغربية بالأندلس بالاستعداد لغزو أراضي قشتالة، فأعد جيوشًا كبيرة وضم إليه قادة الجيش المغربي انداك وهما محمد بن عائشة (مراكش)  ومحمد بن فاطمة (طنجة)  وتم تحديد الأهداف والخطط للهجوم، وكانت مدينة أقليش من أمنع معاقل الإسبان في شمال جبال طليطلة، أنشأها في الأصل مغاربة الأندلس، واستولى عليها الإسبان بعد سقوط طليطلة سنة 478هـ .



الإستعداد للمعركة:

تحركت الجيوش المغربية في أواخر رمضان سنة 501هـ، وتوجهت إلى أقليش لفتحها، وبعثت الإمارة الإسبانية برسالة استغاثة لألفونسو السادس لنجدتهم، فجهز حملة كبيرة بقيادة أشهر قادة ألبرهانس صاحب التجربة الكبيرة والخبرة الواسعة في قتال المغاربة، وأرسل معه ولده الوحيد وولي عهده سانشو وكان صبيًّا في الحادية عشرة من عمره، وذلك ليثير حماسة وعزيمة جنوده كنوع من الدعم المعنوي للحملة، وقد أرسل معه سبعة كونتات من أشراف قشتالة لحمايته وتقديم المشورة له ...



ساعة الصفر:

وصلت قوات الإمبراطورية المغربية المتكونة من الفيالق البحرية إلى مدينة أقليش قبل وصول القوات الأوروبية والإسبانية وشنت عليها هجوما عنيفا تمكنت بعده من فتح المدينة، وذلك يوم الخميس 15 شوال 501هـ، وكان في المدينة الكثير من المغاربة المدجّنين وهم المغاربة الذين ظلوا في المدن التي استولى عليها الإسبان، فبقوا تحت حكم النصارى، فلما فتحها المغاربة انضم كثير من المدجنين للمعسكر المغربي، وشرحوا لإخوانهم المغاربة أوضاع المدينة وخصوصًا الحامية الإسبانية التي ما زالت موجودة بالقلعة ومنتظرة وصول نجدة ألفونسو لهم..



المعركة :

لم تمر سوى ساعات قلائل حتى وصل الجيش الإوروبي وكان تعداده أضعاف الجيش المغربي، ويقال أن الأمير فكر في الإنسحاب واستشار في ذالك قادة الجيش الذين نصحوه بعدم الإنسحاب بل سنقاتل فالموت أفضل من الإنسحاب كالجبناء.. فقويت عزيمة الأمير تميم، واتفق الجميع على الصدام ..


وفي فجر يوم الجمعة سنة 501هـ اصطدم الجيشان في قتال بالغ العنف حتى اختلفت أعناق الخيول، وصبر كل فريق للآخر صبرًا شديدًا، ولم تظهر بوادر النصر لأي منهما، حتى وقعت حادثة غيرت مجرى القتال، ذلك أن الصبي سانشو ولي عهد ألفونسو السادس، انفلت من خيمته ونزل أرض القتال وكان يرتدي زي الفرسان، ووقع وسط ثلة من فرسان المغاربة فقتــلوه، فدب الهرج والمرج في صفوف الإسبان وانهارت عزائمهم وهم يرون مقتل ولي عهدهم وقائد جيشهم، فكثر القتل فيهم..

وحاول الكونتات السبعة الذين كانوا يؤلفون حاشية الأمير المقتول الفرار لأحد الحصون القريبة، فلحق بهم جماعة من المدجنين وقتلوهم جميعًا، وهكذا تمت الهزيمة الساحقة للإسبان، وتوطدت سمعة وحكم  المرابطين في الأندلس، ولقد عرفت هذه المعركة في التاريخ باسم موقعة الكونتات السبعة، وقد وقع خبر الهزيمة ومقـتل الأمير سانشو على ألفونسو مثل الصاعقة، حتى إنه استسلم إلى التأوه والنوح بمحضر من حاشيته، ولم يستطع أن يحتمل الصدمة فتوفي مقتولاً بالهم والغم ..


تاريخ ابن خلدون، الحلل الموشية، دولة المغرب في الأندلس.

Post a Comment

أترك لنا رأيك في التعليقات

أحدث أقدم