ثورة الأمازيغ على الأمويين

 ثورة أمازيغ المغرب الأقصى على الحكم الأموي :



المور



معركة بقدورة و الأشراف من أعظم معارك أمازيغ غمارة..


ثورة الأمازيغ الكبرى وقعت مابين 739 و 743 م أثناء الحكم الأموي بالمغرب، وتمثل أول انشقاق عن الخلافة الأموية بعد أن كان الأمازيغ سببا في قوة الإمبراطورية الأموية ، 

وكانت انتفاضة الأمازيغ في المغرب على الحاكم الأموي في طنجة التابع لوالي افريقية في القيروان، بسبب سياساته العنصرية اتجاه السكان المحليين الأمازيغ ، والتي تجلت بالخصوص في فرض ضرائب جائرة تدخل ضمن نظام الجزية والخراج، و تصدير العبيد و الجواري الى الشرق، ومحاباة العرب على حساب المغاربة الأمازيغ وأمازيغ شمال افريقيا عموما ..


منذ بداية الحملات العسكرية  في شمال افريقيا، نهج القادة العرب سياسة اقصائية اتجاه الأمازيغ السكان الأصليين رغم اعتناق أغلبهم الإسلام و مشاركتهم في انجاح أغلب المعارك في المغرب و الأندلس، الا أنه تمت معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، فقد فرض ولاة بني امية العرب على المغاربة الأمازيغ ضرائب الجزية و الخراج بشكل مبالغ فيه، كما استمرت تجارة العبيد والسبي ، وكل هذا لتلبية مطالب أمراء و خلفاء بنو أمية في دمشق الراغبين في المال و الجواري عوض نشر الإسلام كما كانو يزعمون في البداية ..


وكانت النتيجة  أن مال أغلبية السكان الى الثورة حين تأكدو أن العرب لا يهمهم الدين بل الحكم والأموال ..، وبدأوا يدعون الى تطبيق تعاليم الإسلام الحقيقية أهمها أن لا فرق بين عربي ولا عجمي .. ويجب أن يتساوى العرب و الأمازيغ وأن تضمن حقوق جميع المسلمين بغض النظر عن العرق أو الانتماء ..


بدأت تورة المغاربة الأمازيغ في نهاية 739م  بقيادة زعيم أمازيغي يدعى ميسرة المضغري وبعده خالد بن حبيب الزناتي  بقبيلة غمارة بتأييد من الشعب الأمازيغي الثائر وتم الاستلاء على طنجة ( مقر الحاكم الاموي ) في العام الموالي، فبعث والي افريقية بجيش في محاولة لقمع الثورة، لكنه انهزم في معركة الأشراف في دجنبر 740م  التي سميت بذلك لمقتل عدد كبير من الأمراء و القادة العرب، وانتشرت الثورة في كامل المغرب الأقصى الى حدود سوس في الجنوب و تلمسان في الشرق ..

ثم أرسل الخليفة الأموي جيشا كبيرا لاسترجاع المناطق المنشقة، وقال قولته الشهيرة، " والله لأغضبن لهم غضبة عربية لأبعثن إليهم جيشا أوله عندهم وآخره عندي ثم لا تركت حصنا بربريا إلا وجعلت إلى جانبه خيمة عربية  " لكنه انهزم بدوره في معركة بقدورة التي وقعت على نهر سبو قرب فاس الحالية في نونبر 741م، وعرفت مقتل والي افريقية كلثوم بن عياض و كانت نتيجتها حاسمة حيث تخلى الأمويين نهائيا عن محاولة استرجاع المغرب الأقصى، وكانت ايضا هذه الهزائم العربية أمام الأمازيغ سببا مباشرا في سقوط الخلافة الأموية في ما بعد ..


استمرت ثورة الأمازيغ حتى عام 743 وشملت كامل شمال افريقيا و الأندلس و انتهت حين فشل الثوار الأمازيغ في دخول القيروان واسقاط قرطبة، لكنها كانت سببا في تأسيس أولى الامارات الأمازيغية و هي نكور في الشمال، بنو مدرار في سجلماسة، و برغواطة  في تامسنا وسبتة وغيرها وبداية الإمبراطوريات المغربية الغنية عن التعريف .

Post a Comment

أترك لنا رأيك في التعليقات

أحدث أقدم